الجثـة الخالــدة
تبرعت "سوزان بوتر" بجسدها للعلم. جُمِّدَت جثتها وتم تجزيئها إلى 27000 قطعة قبل تصويرها. والنتيجة: جثة افتراضية ستتحدث إلى طلاب الطب من اللحد.كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت...
تبرعت "سوزان بوتر" بجسدها للعلم. جُمِّدَت جثتها وتم تجزيئها إلى 27000 قطعة قبل تصويرها. والنتيجة: جثة افتراضية ستتحدث إلى طلاب الطب من اللحد.
كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.
فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت تحمل في محفظتها بطاقة صغيرة دُوّنت عليها هذه الكلمات: "لدي أمنية بأن يُستخدم جسدي لأغراض مشابهة لتلك المستخدَمة في مشروع الإنسان المرئي، أي أن الصور الفوتوغرافية لجثتي يمكن أن تُستخدم على الإنترنت لأغراض التعليم الطبي.. إنه عند وفاتي.. أخبروا بذلك الدكتور 'فيكتور إم. سبيتزر'.. فثمة 4 ساعات فحسب لنقل الجثة".
عرفَتْ "بوتر" كل ذلك لأنها زارت الغرفة حيث ستُحفظ جثتها بعد الوفاة، وشاهدت الآلات التي ستقطّع لحمها تقطيعاً وتقسمه إلى شرائح رقيقة بسُمك ورقة، من أجل التصوير الفوتوغرافي؛ وسمعتْ سبيتزر -مدير "مركز المحاكاة البشرية" في "كلية أنشوتز للطب" لدى "جامعة كولورادو" الأميركية- يشرح تلك الإجراءات قبل أكثر من عشرة أعوام على وفاتها. لم يعرض عليها سبيتزر مشاهدة تلك الغرفة، ولكنها طلبت ذلك.
فقد قالت له إنها تريد أن ترى حُجرة تخزين اللحوم، والمقصود هنا الغرفة (NG 004) بالمختبر في كلية الطب بجامعة كولورادو، غير بعيد عن مدينة دنفر. "لن أتبرع بجثتي إلا بعد القيام بجولة شاملة في جميع هذه المرافق"، كما قالت.
أخبرني فيكتور سبيتزر في شهر مارس من عام 2004 -لمّا قابلته أول مرة لمناقشة التعاون الذي يجمعه بسوزان بوتر- فقال: "إن هذه القصة تدور حول الموت. لكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن موتى مستقبليين" (ويقصد هنا "بوتر" التي كانت ما تزال حية آنذاك). في الواقع، إنها حقاً قصة عن علاقة بين شخصين حيين: عالِم يتطلع إلى إنجاز نسخة رائدة في القرن الحادي والعشرين للمقرر الدراسي "تشريح غراي" الذي ألفه الإنجليزي "هنري غراي" عام 1858، وامرأة تطوعت لمشروع لن يتحقق إلا بعد وفاتها. ويمكن القول إن الخمسة عشر عاماً الأخيرة من حياة سوزان بوتر، قد أمضتها من أجل فيكتور سبيتزر.
عندما تُوفيت "بوتر" جرّاء التهاب رئوي في الساعة 5:15 من صباح يوم 16 فبراير 2015، في عمر 87 عاماً، نُقلت جثتها من مركز "ذا دنفر هوسبيس" لرعاية المرضى الميؤوس من شفائهم، حيث كانت قد أُدخلت أسبوعاً واحداً قبل وفاتها. وُضعت الجثة (قياس 1.55 متر من الرأس إلى الكعب، 25 سنتيمترا من الخلف إلى الأمام، و 48 سنتيمترا من الكوع إلى الكوع) داخل المجمِّد في برودة بلغت 26 درجة مئوية دون الصفر. بعد عامين تقريباً، استخدم سبيتزر ومساعده منشاراً خاصا فقطعوا جثة "بوتر" المجمدة إلى أربعة أجزاء، وهي خطوة تمهيدية ضمن عملية مستمرة ستستغرق أعواماً أخرى.
في نهاية المطاف، سيقوم سبيتزر بإعادة تركيب جسد "بوتر" في هيئة رقمية ستتيح التحدث إلى طلاب الطب وتساعدهم على فهم نشأتها الفيزيولوجية قيد حياتها.
التشريح هو حجر الأساس في الطب. فالجسم هو ما نقدم لطبيبنا، كما يقول "روبرت جوي"، الأستاذ الفخري لتاريخ الطب لدى "جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية" في ماريلاند بالولايات المتحدة. "يسألنا الطبيب: ماذا يحدث في جسمك؟ وفي أي موضع يحدث ذلك؟". وليقدم الطبيب العلاج للمرضى، ينبغي له أولاً أن يتعلم بِنية الجسم".
وليتعلم طلاب الطب بنية الجسم تلك، فإنهم يمضون عامهم الأول في تشريح جثة. "الموتى يُعلّمون الأحياء".. تلكم عقيدة الطب، على حد تعبير جوي.
كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.
فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت تحمل في محفظتها بطاقة صغيرة دُوّنت عليها هذه الكلمات: "لدي أمنية بأن يُستخدم جسدي لأغراض مشابهة لتلك المستخدَمة في مشروع الإنسان المرئي، أي أن الصور الفوتوغرافية لجثتي يمكن أن تُستخدم على الإنترنت لأغراض التعليم الطبي.. إنه عند وفاتي.. أخبروا بذلك الدكتور 'فيكتور إم. سبيتزر'.. فثمة 4 ساعات فحسب لنقل الجثة".
عرفَتْ "بوتر" كل ذلك لأنها زارت الغرفة حيث ستُحفظ جثتها بعد الوفاة، وشاهدت الآلات التي ستقطّع لحمها تقطيعاً وتقسمه إلى شرائح رقيقة بسُمك ورقة، من أجل التصوير الفوتوغرافي؛ وسمعتْ سبيتزر -مدير "مركز المحاكاة البشرية" في "كلية أنشوتز للطب" لدى "جامعة كولورادو" الأميركية- يشرح تلك الإجراءات قبل أكثر من عشرة أعوام على وفاتها. لم يعرض عليها سبيتزر مشاهدة تلك الغرفة، ولكنها طلبت ذلك.
فقد قالت له إنها تريد أن ترى حُجرة تخزين اللحوم، والمقصود هنا الغرفة (NG 004) بالمختبر في كلية الطب بجامعة كولورادو، غير بعيد عن مدينة دنفر. "لن أتبرع بجثتي إلا بعد القيام بجولة شاملة في جميع هذه المرافق"، كما قالت.
أخبرني فيكتور سبيتزر في شهر مارس من عام 2004 -لمّا قابلته أول مرة لمناقشة التعاون الذي يجمعه بسوزان بوتر- فقال: "إن هذه القصة تدور حول الموت. لكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن موتى مستقبليين" (ويقصد هنا "بوتر" التي كانت ما تزال حية آنذاك). في الواقع، إنها حقاً قصة عن علاقة بين شخصين حيين: عالِم يتطلع إلى إنجاز نسخة رائدة في القرن الحادي والعشرين للمقرر الدراسي "تشريح غراي" الذي ألفه الإنجليزي "هنري غراي" عام 1858، وامرأة تطوعت لمشروع لن يتحقق إلا بعد وفاتها. ويمكن القول إن الخمسة عشر عاماً الأخيرة من حياة سوزان بوتر، قد أمضتها من أجل فيكتور سبيتزر.
عندما تُوفيت "بوتر" جرّاء التهاب رئوي في الساعة 5:15 من صباح يوم 16 فبراير 2015، في عمر 87 عاماً، نُقلت جثتها من مركز "ذا دنفر هوسبيس" لرعاية المرضى الميؤوس من شفائهم، حيث كانت قد أُدخلت أسبوعاً واحداً قبل وفاتها. وُضعت الجثة (قياس 1.55 متر من الرأس إلى الكعب، 25 سنتيمترا من الخلف إلى الأمام، و 48 سنتيمترا من الكوع إلى الكوع) داخل المجمِّد في برودة بلغت 26 درجة مئوية دون الصفر. بعد عامين تقريباً، استخدم سبيتزر ومساعده منشاراً خاصا فقطعوا جثة "بوتر" المجمدة إلى أربعة أجزاء، وهي خطوة تمهيدية ضمن عملية مستمرة ستستغرق أعواماً أخرى.
في نهاية المطاف، سيقوم سبيتزر بإعادة تركيب جسد "بوتر" في هيئة رقمية ستتيح التحدث إلى طلاب الطب وتساعدهم على فهم نشأتها الفيزيولوجية قيد حياتها.
التشريح هو حجر الأساس في الطب. فالجسم هو ما نقدم لطبيبنا، كما يقول "روبرت جوي"، الأستاذ الفخري لتاريخ الطب لدى "جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية" في ماريلاند بالولايات المتحدة. "يسألنا الطبيب: ماذا يحدث في جسمك؟ وفي أي موضع يحدث ذلك؟". وليقدم الطبيب العلاج للمرضى، ينبغي له أولاً أن يتعلم بِنية الجسم".
وليتعلم طلاب الطب بنية الجسم تلك، فإنهم يمضون عامهم الأول في تشريح جثة. "الموتى يُعلّمون الأحياء".. تلكم عقيدة الطب، على حد تعبير جوي.
الجثـة الخالــدة
- لين جونسون
تبرعت "سوزان بوتر" بجسدها للعلم. جُمِّدَت جثتها وتم تجزيئها إلى 27000 قطعة قبل تصويرها. والنتيجة: جثة افتراضية ستتحدث إلى طلاب الطب من اللحد.كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت...
تبرعت "سوزان بوتر" بجسدها للعلم. جُمِّدَت جثتها وتم تجزيئها إلى 27000 قطعة قبل تصويرها. والنتيجة: جثة افتراضية ستتحدث إلى طلاب الطب من اللحد.
كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.
فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت تحمل في محفظتها بطاقة صغيرة دُوّنت عليها هذه الكلمات: "لدي أمنية بأن يُستخدم جسدي لأغراض مشابهة لتلك المستخدَمة في مشروع الإنسان المرئي، أي أن الصور الفوتوغرافية لجثتي يمكن أن تُستخدم على الإنترنت لأغراض التعليم الطبي.. إنه عند وفاتي.. أخبروا بذلك الدكتور 'فيكتور إم. سبيتزر'.. فثمة 4 ساعات فحسب لنقل الجثة".
عرفَتْ "بوتر" كل ذلك لأنها زارت الغرفة حيث ستُحفظ جثتها بعد الوفاة، وشاهدت الآلات التي ستقطّع لحمها تقطيعاً وتقسمه إلى شرائح رقيقة بسُمك ورقة، من أجل التصوير الفوتوغرافي؛ وسمعتْ سبيتزر -مدير "مركز المحاكاة البشرية" في "كلية أنشوتز للطب" لدى "جامعة كولورادو" الأميركية- يشرح تلك الإجراءات قبل أكثر من عشرة أعوام على وفاتها. لم يعرض عليها سبيتزر مشاهدة تلك الغرفة، ولكنها طلبت ذلك.
فقد قالت له إنها تريد أن ترى حُجرة تخزين اللحوم، والمقصود هنا الغرفة (NG 004) بالمختبر في كلية الطب بجامعة كولورادو، غير بعيد عن مدينة دنفر. "لن أتبرع بجثتي إلا بعد القيام بجولة شاملة في جميع هذه المرافق"، كما قالت.
أخبرني فيكتور سبيتزر في شهر مارس من عام 2004 -لمّا قابلته أول مرة لمناقشة التعاون الذي يجمعه بسوزان بوتر- فقال: "إن هذه القصة تدور حول الموت. لكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن موتى مستقبليين" (ويقصد هنا "بوتر" التي كانت ما تزال حية آنذاك). في الواقع، إنها حقاً قصة عن علاقة بين شخصين حيين: عالِم يتطلع إلى إنجاز نسخة رائدة في القرن الحادي والعشرين للمقرر الدراسي "تشريح غراي" الذي ألفه الإنجليزي "هنري غراي" عام 1858، وامرأة تطوعت لمشروع لن يتحقق إلا بعد وفاتها. ويمكن القول إن الخمسة عشر عاماً الأخيرة من حياة سوزان بوتر، قد أمضتها من أجل فيكتور سبيتزر.
عندما تُوفيت "بوتر" جرّاء التهاب رئوي في الساعة 5:15 من صباح يوم 16 فبراير 2015، في عمر 87 عاماً، نُقلت جثتها من مركز "ذا دنفر هوسبيس" لرعاية المرضى الميؤوس من شفائهم، حيث كانت قد أُدخلت أسبوعاً واحداً قبل وفاتها. وُضعت الجثة (قياس 1.55 متر من الرأس إلى الكعب، 25 سنتيمترا من الخلف إلى الأمام، و 48 سنتيمترا من الكوع إلى الكوع) داخل المجمِّد في برودة بلغت 26 درجة مئوية دون الصفر. بعد عامين تقريباً، استخدم سبيتزر ومساعده منشاراً خاصا فقطعوا جثة "بوتر" المجمدة إلى أربعة أجزاء، وهي خطوة تمهيدية ضمن عملية مستمرة ستستغرق أعواماً أخرى.
في نهاية المطاف، سيقوم سبيتزر بإعادة تركيب جسد "بوتر" في هيئة رقمية ستتيح التحدث إلى طلاب الطب وتساعدهم على فهم نشأتها الفيزيولوجية قيد حياتها.
التشريح هو حجر الأساس في الطب. فالجسم هو ما نقدم لطبيبنا، كما يقول "روبرت جوي"، الأستاذ الفخري لتاريخ الطب لدى "جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية" في ماريلاند بالولايات المتحدة. "يسألنا الطبيب: ماذا يحدث في جسمك؟ وفي أي موضع يحدث ذلك؟". وليقدم الطبيب العلاج للمرضى، ينبغي له أولاً أن يتعلم بِنية الجسم".
وليتعلم طلاب الطب بنية الجسم تلك، فإنهم يمضون عامهم الأول في تشريح جثة. "الموتى يُعلّمون الأحياء".. تلكم عقيدة الطب، على حد تعبير جوي.
كانت سوزان بوتر تعرف بدقة ما سيحدث لجسدها بعد موتها.
فعلى مَرّ الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياة "بوتر"، ظلت تحمل في محفظتها بطاقة صغيرة دُوّنت عليها هذه الكلمات: "لدي أمنية بأن يُستخدم جسدي لأغراض مشابهة لتلك المستخدَمة في مشروع الإنسان المرئي، أي أن الصور الفوتوغرافية لجثتي يمكن أن تُستخدم على الإنترنت لأغراض التعليم الطبي.. إنه عند وفاتي.. أخبروا بذلك الدكتور 'فيكتور إم. سبيتزر'.. فثمة 4 ساعات فحسب لنقل الجثة".
عرفَتْ "بوتر" كل ذلك لأنها زارت الغرفة حيث ستُحفظ جثتها بعد الوفاة، وشاهدت الآلات التي ستقطّع لحمها تقطيعاً وتقسمه إلى شرائح رقيقة بسُمك ورقة، من أجل التصوير الفوتوغرافي؛ وسمعتْ سبيتزر -مدير "مركز المحاكاة البشرية" في "كلية أنشوتز للطب" لدى "جامعة كولورادو" الأميركية- يشرح تلك الإجراءات قبل أكثر من عشرة أعوام على وفاتها. لم يعرض عليها سبيتزر مشاهدة تلك الغرفة، ولكنها طلبت ذلك.
فقد قالت له إنها تريد أن ترى حُجرة تخزين اللحوم، والمقصود هنا الغرفة (NG 004) بالمختبر في كلية الطب بجامعة كولورادو، غير بعيد عن مدينة دنفر. "لن أتبرع بجثتي إلا بعد القيام بجولة شاملة في جميع هذه المرافق"، كما قالت.
أخبرني فيكتور سبيتزر في شهر مارس من عام 2004 -لمّا قابلته أول مرة لمناقشة التعاون الذي يجمعه بسوزان بوتر- فقال: "إن هذه القصة تدور حول الموت. لكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن موتى مستقبليين" (ويقصد هنا "بوتر" التي كانت ما تزال حية آنذاك). في الواقع، إنها حقاً قصة عن علاقة بين شخصين حيين: عالِم يتطلع إلى إنجاز نسخة رائدة في القرن الحادي والعشرين للمقرر الدراسي "تشريح غراي" الذي ألفه الإنجليزي "هنري غراي" عام 1858، وامرأة تطوعت لمشروع لن يتحقق إلا بعد وفاتها. ويمكن القول إن الخمسة عشر عاماً الأخيرة من حياة سوزان بوتر، قد أمضتها من أجل فيكتور سبيتزر.
عندما تُوفيت "بوتر" جرّاء التهاب رئوي في الساعة 5:15 من صباح يوم 16 فبراير 2015، في عمر 87 عاماً، نُقلت جثتها من مركز "ذا دنفر هوسبيس" لرعاية المرضى الميؤوس من شفائهم، حيث كانت قد أُدخلت أسبوعاً واحداً قبل وفاتها. وُضعت الجثة (قياس 1.55 متر من الرأس إلى الكعب، 25 سنتيمترا من الخلف إلى الأمام، و 48 سنتيمترا من الكوع إلى الكوع) داخل المجمِّد في برودة بلغت 26 درجة مئوية دون الصفر. بعد عامين تقريباً، استخدم سبيتزر ومساعده منشاراً خاصا فقطعوا جثة "بوتر" المجمدة إلى أربعة أجزاء، وهي خطوة تمهيدية ضمن عملية مستمرة ستستغرق أعواماً أخرى.
في نهاية المطاف، سيقوم سبيتزر بإعادة تركيب جسد "بوتر" في هيئة رقمية ستتيح التحدث إلى طلاب الطب وتساعدهم على فهم نشأتها الفيزيولوجية قيد حياتها.
التشريح هو حجر الأساس في الطب. فالجسم هو ما نقدم لطبيبنا، كما يقول "روبرت جوي"، الأستاذ الفخري لتاريخ الطب لدى "جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية" في ماريلاند بالولايات المتحدة. "يسألنا الطبيب: ماذا يحدث في جسمك؟ وفي أي موضع يحدث ذلك؟". وليقدم الطبيب العلاج للمرضى، ينبغي له أولاً أن يتعلم بِنية الجسم".
وليتعلم طلاب الطب بنية الجسم تلك، فإنهم يمضون عامهم الأول في تشريح جثة. "الموتى يُعلّمون الأحياء".. تلكم عقيدة الطب، على حد تعبير جوي.