نطّاط الشجر
إن كانت هناك منافسة على لقب أغرب حشرة في العالم، فحتما ستكون لحشرات نطّاط الشجر فرصة سانحة لنيل المركز الأول. عندما ترى إحداها أول مرة، ستتساءل حتما في نفسك: "يا ترى ما هي تلك النتوءات الغريبة التي تتفرّع من جسمها؟".يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر...
إن كانت هناك منافسة على لقب أغرب حشرة في العالم، فحتما ستكون لحشرات نطّاط الشجر فرصة سانحة لنيل المركز الأول. عندما ترى إحداها أول مرة، ستتساءل حتما في نفسك: "يا ترى ما هي تلك النتوءات الغريبة التي تتفرّع من جسمها؟".
يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر نتوءات غريبة، مثل الزوائد التي لدى نطاط الشجر -في الصورة أعلاه- من نوع (.Bocydium sp) والتي تشبه مروحة طائرة عمودية. وبعضها يفضل التواري ومحاكاة أشكال الأشواك وأوراق الشجر أو حتى فضلات الحشرات. على حين يقوم بعضها الآخر بانتحال أشكال النمل أو الدبابير. بل إن منها أكثر من 47 نوعاً تحمل أسماء -فضلا عن 700 نوع تنتظر إطلاق اسم علمي عليها- كلها تشبه قطرات مياه الأمطار.
يقول علماء تشريح الحشرات إن تلك الأشكال الفريدة تنبثق من مقدم الظهر (Pronotum) ذي البنية المعدَّلة على نحو خاص لدى نطّاط الشجر. ومقدم الظهر هذا هو جزء من القفص الصدري يشبه لدى الحشرات الأخرى لوحة صغيرة مثل الدرع. لكن حشرات نطّاط الشجر هي الأكثر إبداعا بين قريناتها من الحشرات؛ إذ تتفتق مقدمات أظهرها عن أشكال غرائبية مدببة أو كروية، تُبرز تميزها وتفردها الكبيرين. وكما يوحي اسمها الشائع، فإن هذه الحشرات الصغيرة التي لا يتعدى طول أكبرها 17 مليمتراً تعيش على الشجر والنباتات في جميع أنحاء العالم، ويسكن ما يقرب من نصف أنواعها المصنَّفة -ويبلغ عددها نحو -3200 المناطق الاستوائية في الأميركيتين. إذ يمكن لورقة واحدة من أشجار الغابات المطرية في الإكوادور -حيث صُوِّر هذا التحقيق- أن تضم عدداً من حشرات نطّاط الشجر يفوق ما يمكن العثور عليه في أوروبا كلها.
وللعِلم، فإن حشرات نطّاط الشجر تنتمي إلى رتبة حشرات متنوعة وواسعة النطاق تُعرف باسم "نصفيات الأجنحة" (Hemiptera)، والتي تشمل نطّاط الأوراق وزيز الحصاد. وهي كقريناتها من الحشرات، تمتلك أجزاء في فمها قادرة على ثقب سيقان النبات واستخلاص العصارة من داخلها للاغتذاء بها. كما أنها تشبه البعوض إلى حد ما، إذ تمتلك اثنين من أنابيب التغذية المتشابكة والمدببة، أحدهما لامتصاص السوائل والآخر لإفراز اللعاب الذي يمنع العصارة من التخثر. ولأن جل حشرات نطّاط الشجر غالبا ما تكتفي بالحصول على الغذاء مما تجود به نبتة واحدة طيلة حياتها، فإنها لا تشكل تهديدا كبيرا على المحاصيل المهمة اقتصاديا (على أنها قد تنشر على الأقل وباءً نباتيا واحدا). ويعد ذلك سببا جزئيا في عدم دراسة حشرات نطّاط الشجر على نطاق واسع كقريناتها من الحشرات. وقد ترك هذا الفتور في الاهتمام العلمي ثغرات كبيرة في معرفتنا لها، بما في ذلك معرفة الغرض من هذه الزوائد المحيرة في أجسامها.
وأغلب الظن أن مقدَّم الظهر البارز يساعد في حماية حشرات نطّاط الشجر ضد مفترسيها. فالأشواك والأطراف المدببة تشي بأنه من الصعب ابتلاعها، أما الألوان الزاهية فتعطي إشارة تحذر من وجود سموم في أجسامها. كما أن الانتحال -وهو فن الظهور بشكل آخر- يؤدي أيضا دورا دفاعيا. وتشبه الكرات الغريبة التي تتوج جسم نوع (.Bocydium sp) رؤوسَ النبّوتية (Cordyceps)، وهي فطريات تقتل الحشرات وتنتشر في الغابات المطرية.
يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر نتوءات غريبة، مثل الزوائد التي لدى نطاط الشجر -في الصورة أعلاه- من نوع (.Bocydium sp) والتي تشبه مروحة طائرة عمودية. وبعضها يفضل التواري ومحاكاة أشكال الأشواك وأوراق الشجر أو حتى فضلات الحشرات. على حين يقوم بعضها الآخر بانتحال أشكال النمل أو الدبابير. بل إن منها أكثر من 47 نوعاً تحمل أسماء -فضلا عن 700 نوع تنتظر إطلاق اسم علمي عليها- كلها تشبه قطرات مياه الأمطار.
يقول علماء تشريح الحشرات إن تلك الأشكال الفريدة تنبثق من مقدم الظهر (Pronotum) ذي البنية المعدَّلة على نحو خاص لدى نطّاط الشجر. ومقدم الظهر هذا هو جزء من القفص الصدري يشبه لدى الحشرات الأخرى لوحة صغيرة مثل الدرع. لكن حشرات نطّاط الشجر هي الأكثر إبداعا بين قريناتها من الحشرات؛ إذ تتفتق مقدمات أظهرها عن أشكال غرائبية مدببة أو كروية، تُبرز تميزها وتفردها الكبيرين. وكما يوحي اسمها الشائع، فإن هذه الحشرات الصغيرة التي لا يتعدى طول أكبرها 17 مليمتراً تعيش على الشجر والنباتات في جميع أنحاء العالم، ويسكن ما يقرب من نصف أنواعها المصنَّفة -ويبلغ عددها نحو -3200 المناطق الاستوائية في الأميركيتين. إذ يمكن لورقة واحدة من أشجار الغابات المطرية في الإكوادور -حيث صُوِّر هذا التحقيق- أن تضم عدداً من حشرات نطّاط الشجر يفوق ما يمكن العثور عليه في أوروبا كلها.
وللعِلم، فإن حشرات نطّاط الشجر تنتمي إلى رتبة حشرات متنوعة وواسعة النطاق تُعرف باسم "نصفيات الأجنحة" (Hemiptera)، والتي تشمل نطّاط الأوراق وزيز الحصاد. وهي كقريناتها من الحشرات، تمتلك أجزاء في فمها قادرة على ثقب سيقان النبات واستخلاص العصارة من داخلها للاغتذاء بها. كما أنها تشبه البعوض إلى حد ما، إذ تمتلك اثنين من أنابيب التغذية المتشابكة والمدببة، أحدهما لامتصاص السوائل والآخر لإفراز اللعاب الذي يمنع العصارة من التخثر. ولأن جل حشرات نطّاط الشجر غالبا ما تكتفي بالحصول على الغذاء مما تجود به نبتة واحدة طيلة حياتها، فإنها لا تشكل تهديدا كبيرا على المحاصيل المهمة اقتصاديا (على أنها قد تنشر على الأقل وباءً نباتيا واحدا). ويعد ذلك سببا جزئيا في عدم دراسة حشرات نطّاط الشجر على نطاق واسع كقريناتها من الحشرات. وقد ترك هذا الفتور في الاهتمام العلمي ثغرات كبيرة في معرفتنا لها، بما في ذلك معرفة الغرض من هذه الزوائد المحيرة في أجسامها.
وأغلب الظن أن مقدَّم الظهر البارز يساعد في حماية حشرات نطّاط الشجر ضد مفترسيها. فالأشواك والأطراف المدببة تشي بأنه من الصعب ابتلاعها، أما الألوان الزاهية فتعطي إشارة تحذر من وجود سموم في أجسامها. كما أن الانتحال -وهو فن الظهور بشكل آخر- يؤدي أيضا دورا دفاعيا. وتشبه الكرات الغريبة التي تتوج جسم نوع (.Bocydium sp) رؤوسَ النبّوتية (Cordyceps)، وهي فطريات تقتل الحشرات وتنتشر في الغابات المطرية.
نطّاط الشجر
- دوغلاس ماين
إن كانت هناك منافسة على لقب أغرب حشرة في العالم، فحتما ستكون لحشرات نطّاط الشجر فرصة سانحة لنيل المركز الأول. عندما ترى إحداها أول مرة، ستتساءل حتما في نفسك: "يا ترى ما هي تلك النتوءات الغريبة التي تتفرّع من جسمها؟".يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر...
إن كانت هناك منافسة على لقب أغرب حشرة في العالم، فحتما ستكون لحشرات نطّاط الشجر فرصة سانحة لنيل المركز الأول. عندما ترى إحداها أول مرة، ستتساءل حتما في نفسك: "يا ترى ما هي تلك النتوءات الغريبة التي تتفرّع من جسمها؟".
يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر نتوءات غريبة، مثل الزوائد التي لدى نطاط الشجر -في الصورة أعلاه- من نوع (.Bocydium sp) والتي تشبه مروحة طائرة عمودية. وبعضها يفضل التواري ومحاكاة أشكال الأشواك وأوراق الشجر أو حتى فضلات الحشرات. على حين يقوم بعضها الآخر بانتحال أشكال النمل أو الدبابير. بل إن منها أكثر من 47 نوعاً تحمل أسماء -فضلا عن 700 نوع تنتظر إطلاق اسم علمي عليها- كلها تشبه قطرات مياه الأمطار.
يقول علماء تشريح الحشرات إن تلك الأشكال الفريدة تنبثق من مقدم الظهر (Pronotum) ذي البنية المعدَّلة على نحو خاص لدى نطّاط الشجر. ومقدم الظهر هذا هو جزء من القفص الصدري يشبه لدى الحشرات الأخرى لوحة صغيرة مثل الدرع. لكن حشرات نطّاط الشجر هي الأكثر إبداعا بين قريناتها من الحشرات؛ إذ تتفتق مقدمات أظهرها عن أشكال غرائبية مدببة أو كروية، تُبرز تميزها وتفردها الكبيرين. وكما يوحي اسمها الشائع، فإن هذه الحشرات الصغيرة التي لا يتعدى طول أكبرها 17 مليمتراً تعيش على الشجر والنباتات في جميع أنحاء العالم، ويسكن ما يقرب من نصف أنواعها المصنَّفة -ويبلغ عددها نحو -3200 المناطق الاستوائية في الأميركيتين. إذ يمكن لورقة واحدة من أشجار الغابات المطرية في الإكوادور -حيث صُوِّر هذا التحقيق- أن تضم عدداً من حشرات نطّاط الشجر يفوق ما يمكن العثور عليه في أوروبا كلها.
وللعِلم، فإن حشرات نطّاط الشجر تنتمي إلى رتبة حشرات متنوعة وواسعة النطاق تُعرف باسم "نصفيات الأجنحة" (Hemiptera)، والتي تشمل نطّاط الأوراق وزيز الحصاد. وهي كقريناتها من الحشرات، تمتلك أجزاء في فمها قادرة على ثقب سيقان النبات واستخلاص العصارة من داخلها للاغتذاء بها. كما أنها تشبه البعوض إلى حد ما، إذ تمتلك اثنين من أنابيب التغذية المتشابكة والمدببة، أحدهما لامتصاص السوائل والآخر لإفراز اللعاب الذي يمنع العصارة من التخثر. ولأن جل حشرات نطّاط الشجر غالبا ما تكتفي بالحصول على الغذاء مما تجود به نبتة واحدة طيلة حياتها، فإنها لا تشكل تهديدا كبيرا على المحاصيل المهمة اقتصاديا (على أنها قد تنشر على الأقل وباءً نباتيا واحدا). ويعد ذلك سببا جزئيا في عدم دراسة حشرات نطّاط الشجر على نطاق واسع كقريناتها من الحشرات. وقد ترك هذا الفتور في الاهتمام العلمي ثغرات كبيرة في معرفتنا لها، بما في ذلك معرفة الغرض من هذه الزوائد المحيرة في أجسامها.
وأغلب الظن أن مقدَّم الظهر البارز يساعد في حماية حشرات نطّاط الشجر ضد مفترسيها. فالأشواك والأطراف المدببة تشي بأنه من الصعب ابتلاعها، أما الألوان الزاهية فتعطي إشارة تحذر من وجود سموم في أجسامها. كما أن الانتحال -وهو فن الظهور بشكل آخر- يؤدي أيضا دورا دفاعيا. وتشبه الكرات الغريبة التي تتوج جسم نوع (.Bocydium sp) رؤوسَ النبّوتية (Cordyceps)، وهي فطريات تقتل الحشرات وتنتشر في الغابات المطرية.
يُظهر كثير من حشرات نطّاط الشجر نتوءات غريبة، مثل الزوائد التي لدى نطاط الشجر -في الصورة أعلاه- من نوع (.Bocydium sp) والتي تشبه مروحة طائرة عمودية. وبعضها يفضل التواري ومحاكاة أشكال الأشواك وأوراق الشجر أو حتى فضلات الحشرات. على حين يقوم بعضها الآخر بانتحال أشكال النمل أو الدبابير. بل إن منها أكثر من 47 نوعاً تحمل أسماء -فضلا عن 700 نوع تنتظر إطلاق اسم علمي عليها- كلها تشبه قطرات مياه الأمطار.
يقول علماء تشريح الحشرات إن تلك الأشكال الفريدة تنبثق من مقدم الظهر (Pronotum) ذي البنية المعدَّلة على نحو خاص لدى نطّاط الشجر. ومقدم الظهر هذا هو جزء من القفص الصدري يشبه لدى الحشرات الأخرى لوحة صغيرة مثل الدرع. لكن حشرات نطّاط الشجر هي الأكثر إبداعا بين قريناتها من الحشرات؛ إذ تتفتق مقدمات أظهرها عن أشكال غرائبية مدببة أو كروية، تُبرز تميزها وتفردها الكبيرين. وكما يوحي اسمها الشائع، فإن هذه الحشرات الصغيرة التي لا يتعدى طول أكبرها 17 مليمتراً تعيش على الشجر والنباتات في جميع أنحاء العالم، ويسكن ما يقرب من نصف أنواعها المصنَّفة -ويبلغ عددها نحو -3200 المناطق الاستوائية في الأميركيتين. إذ يمكن لورقة واحدة من أشجار الغابات المطرية في الإكوادور -حيث صُوِّر هذا التحقيق- أن تضم عدداً من حشرات نطّاط الشجر يفوق ما يمكن العثور عليه في أوروبا كلها.
وللعِلم، فإن حشرات نطّاط الشجر تنتمي إلى رتبة حشرات متنوعة وواسعة النطاق تُعرف باسم "نصفيات الأجنحة" (Hemiptera)، والتي تشمل نطّاط الأوراق وزيز الحصاد. وهي كقريناتها من الحشرات، تمتلك أجزاء في فمها قادرة على ثقب سيقان النبات واستخلاص العصارة من داخلها للاغتذاء بها. كما أنها تشبه البعوض إلى حد ما، إذ تمتلك اثنين من أنابيب التغذية المتشابكة والمدببة، أحدهما لامتصاص السوائل والآخر لإفراز اللعاب الذي يمنع العصارة من التخثر. ولأن جل حشرات نطّاط الشجر غالبا ما تكتفي بالحصول على الغذاء مما تجود به نبتة واحدة طيلة حياتها، فإنها لا تشكل تهديدا كبيرا على المحاصيل المهمة اقتصاديا (على أنها قد تنشر على الأقل وباءً نباتيا واحدا). ويعد ذلك سببا جزئيا في عدم دراسة حشرات نطّاط الشجر على نطاق واسع كقريناتها من الحشرات. وقد ترك هذا الفتور في الاهتمام العلمي ثغرات كبيرة في معرفتنا لها، بما في ذلك معرفة الغرض من هذه الزوائد المحيرة في أجسامها.
وأغلب الظن أن مقدَّم الظهر البارز يساعد في حماية حشرات نطّاط الشجر ضد مفترسيها. فالأشواك والأطراف المدببة تشي بأنه من الصعب ابتلاعها، أما الألوان الزاهية فتعطي إشارة تحذر من وجود سموم في أجسامها. كما أن الانتحال -وهو فن الظهور بشكل آخر- يؤدي أيضا دورا دفاعيا. وتشبه الكرات الغريبة التي تتوج جسم نوع (.Bocydium sp) رؤوسَ النبّوتية (Cordyceps)، وهي فطريات تقتل الحشرات وتنتشر في الغابات المطرية.