موائد الرحمن في شهر الإحسان

تجلس حشود من الصائمين في صفوف منتظمة بانتظار أذان صلاة المغرب إيذانا بموعد الإفطار، لدى إحدى المساحات المخصصة لمواقف السيارات بمنطقة "السطوة" في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
مصورة فوتوغرافية إماراتية دأبت منذ سنوات على الحضور إلى فضاءات الإفطار الجماعي، لتنقل الصورة بتفاصيلها إلى العالم الافتراضي.

رحلة فوتوغرافية تنقل أجواء الإفطار الجماعي على موائد الرحمن.

في شهر رمضان المبارك تجتمع العوائل ويلتقي الأحباب والأصحاب حول مائدة رمضانية واحدة غدت طقسًا مميزًا لهذا الشهر، إلا المغتربين ومن أصبح وحيدًا بعيدًا عن عائلته وبلده؛ فإنهم يبحثون عن مائدة رمضانية جماعية ليعيشوا فيها أجواءً من المحبة والألفة، ويستذكرون لحظات غائبة عن أعينهم لكنها حاضرة في وجدانهم.

لم تكن عُلا إبراهيم اللوز -مصورة هذه اليوميات- تفكر في توثيق ساعات ما قبل الإفطار وموائد الرحمن المقامة في شوارع مدينة دبي وساحاتها فحسب، بل التعرف إلى هذه العادة الرمضانية عن قُرب وتصوير المكان والصائمين، ومن ثم نقل تلك التجربة بصورها وتفاصيلها الخفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدأت اللوز رحلتها الرمضانية قبل سنوات بهدف استكشاف حياة الناس -تحديدًا المسلمين- في منطقتها قُبيل موعد الإفطار الرمضاني، وتسجيل تلك الأوقات التي تتسم بنشاطها السريع. تقول اللوز: "ما زلت أذكر أول يوم خرجت فيه للتصوير وتوثيق تلك اللحظات، إذ انزعج أحد المنظمين في الخيمة الرمضانية من وجودي مع الكاميرا، ظنًا منه بأني ألتقط صورًا لنقل خبر صحافي". إلا أن ذلك الموقف لم يُثنِ اللوز عن متابعة مشروعها الفوتوغرافي طيلة أيام الشهر، إذ وسعت نطاق رحلتها لتشمل مدينتي أبوظبي والشارقة، ثم سافرت إلى البحرين.

تعلمت اللوز كثيرًا من هذه الرحلات الرمضانية، إذ شاهدت روح الأخوة والتعاون بين المسلمين ومساعدة غير المسلمين لهم أثناء إعداد الموائد وترتيبها؛ إذ يحرص كل فرد على مساعدة الآخرين مهما كانت الخدمة صغيرة. وتقول: "هذه المشاهد جعلتني أتأمل وأفكر مع نفسي كثيرا، فأنا أفطر مع عائلتي لدى طاولة متنوعة الأطباق والأصناف، أما هؤلاء المغتربون فقلما يجدون من يُحضّر لهم وجباتهم". ترغب اللوز كذلك في إيصال رسالة أخرى تحذر فيها من هدر الطعام ورمي الفائض منه في النفايات، حتى تذكر الآخرين بأن هناك الكثير من حولنا يحتاجون إلى مشاركتهم هذا الطعام.

طوال أيام الشهر المبارك تنتشر الموائد التي تقيمها المؤسسات الخيرية والمحسنون من السكان المحليين، إيمانًا بدورهم المجتمعي والإنساني في تخفيف معاناة ذلك المغترب وتوفير وجبات الطعام؛ كي يشعر بتعاضد أفراد المجتمع من حوله وتآزرهم في مساعدة الآخرين. إن التفاعل الكبير الذي تتلقاه اللوز بشأن عملها يجعلها على موعد سنوي مع زيارة تلك الخيم الرمضانية.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

 

موائد الرحمن في شهر الإحسان

تجلس حشود من الصائمين في صفوف منتظمة بانتظار أذان صلاة المغرب إيذانا بموعد الإفطار، لدى إحدى المساحات المخصصة لمواقف السيارات بمنطقة "السطوة" في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
مصورة فوتوغرافية إماراتية دأبت منذ سنوات على الحضور إلى فضاءات الإفطار الجماعي، لتنقل الصورة بتفاصيلها إلى العالم الافتراضي.

رحلة فوتوغرافية تنقل أجواء الإفطار الجماعي على موائد الرحمن.

في شهر رمضان المبارك تجتمع العوائل ويلتقي الأحباب والأصحاب حول مائدة رمضانية واحدة غدت طقسًا مميزًا لهذا الشهر، إلا المغتربين ومن أصبح وحيدًا بعيدًا عن عائلته وبلده؛ فإنهم يبحثون عن مائدة رمضانية جماعية ليعيشوا فيها أجواءً من المحبة والألفة، ويستذكرون لحظات غائبة عن أعينهم لكنها حاضرة في وجدانهم.

لم تكن عُلا إبراهيم اللوز -مصورة هذه اليوميات- تفكر في توثيق ساعات ما قبل الإفطار وموائد الرحمن المقامة في شوارع مدينة دبي وساحاتها فحسب، بل التعرف إلى هذه العادة الرمضانية عن قُرب وتصوير المكان والصائمين، ومن ثم نقل تلك التجربة بصورها وتفاصيلها الخفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدأت اللوز رحلتها الرمضانية قبل سنوات بهدف استكشاف حياة الناس -تحديدًا المسلمين- في منطقتها قُبيل موعد الإفطار الرمضاني، وتسجيل تلك الأوقات التي تتسم بنشاطها السريع. تقول اللوز: "ما زلت أذكر أول يوم خرجت فيه للتصوير وتوثيق تلك اللحظات، إذ انزعج أحد المنظمين في الخيمة الرمضانية من وجودي مع الكاميرا، ظنًا منه بأني ألتقط صورًا لنقل خبر صحافي". إلا أن ذلك الموقف لم يُثنِ اللوز عن متابعة مشروعها الفوتوغرافي طيلة أيام الشهر، إذ وسعت نطاق رحلتها لتشمل مدينتي أبوظبي والشارقة، ثم سافرت إلى البحرين.

تعلمت اللوز كثيرًا من هذه الرحلات الرمضانية، إذ شاهدت روح الأخوة والتعاون بين المسلمين ومساعدة غير المسلمين لهم أثناء إعداد الموائد وترتيبها؛ إذ يحرص كل فرد على مساعدة الآخرين مهما كانت الخدمة صغيرة. وتقول: "هذه المشاهد جعلتني أتأمل وأفكر مع نفسي كثيرا، فأنا أفطر مع عائلتي لدى طاولة متنوعة الأطباق والأصناف، أما هؤلاء المغتربون فقلما يجدون من يُحضّر لهم وجباتهم". ترغب اللوز كذلك في إيصال رسالة أخرى تحذر فيها من هدر الطعام ورمي الفائض منه في النفايات، حتى تذكر الآخرين بأن هناك الكثير من حولنا يحتاجون إلى مشاركتهم هذا الطعام.

طوال أيام الشهر المبارك تنتشر الموائد التي تقيمها المؤسسات الخيرية والمحسنون من السكان المحليين، إيمانًا بدورهم المجتمعي والإنساني في تخفيف معاناة ذلك المغترب وتوفير وجبات الطعام؛ كي يشعر بتعاضد أفراد المجتمع من حوله وتآزرهم في مساعدة الآخرين. إن التفاعل الكبير الذي تتلقاه اللوز بشأن عملها يجعلها على موعد سنوي مع زيارة تلك الخيم الرمضانية.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab