تخليد الموتى.. حسب الطلب
نُخلِّد ذكرى موتانا بما أُتيح لنا من أدوات حسب كل عصر نعيشه. وفي القرن الحادي والعشرين -الموسوم بالتقنية الفائقة- ثمة خيارات لا تخلو من تفرّد وغرابة.ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية...
نُخلِّد ذكرى موتانا بما أُتيح لنا من أدوات حسب كل عصر نعيشه. وفي القرن الحادي والعشرين -الموسوم بالتقنية الفائقة- ثمة خيارات لا تخلو من تفرّد وغرابة.
ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية في أوروبا، وتاج محل في الهند. وما يعدّه بعض المشيِّعين ذا معنى ومغزى، يسمّيه بعضهم الآخر شناعةً وفظاعة. في أوروبا وأميركا خلال القرن التاسع عشر، أنتجت "فوتوغرافيا الموت" صورًا للمتوفين في أوضاع نابضة بالحياة؛ وفي الطقوس البوذية في التيبت، المعروفة باسم الدفن السماوي أو "بيا غتور" (صدقات لأجل الطيور)، تُقَدَّم جثامين المتوفين وجبات للنسور.
تتبلور التصورات بشأن تكريم الموتى وفق جملة من العوامل المحدِّدة، تتمثل في الثقافة والتقاليد والجغرافيا والدين. لكن التصور شيء، والتنفيذ شيء آخر. ففي كل عصر، ظلت التقنية المتاحة هي العامل المحدِّد بشأن خيارات تخليدنا ذكرى موتانا.
لطالما شكلت التقاطعات بين الموت والتقنية مفترق طرق مزدحم، حتى أصبحت في أعوام القرن الحادي والعشرين الأولى هذه مثيرة للاهتمام حقًا. ولأنني أكسب لقمة عيشي من الكتابة عن العلوم والتقنية، فقد ظللت مرابطًا عند تلك التقاطعات أراقب ما أثمرتْ من ابتكارات؛ ومنها مثالًا لا حصرًا: صور رقمية تذكارية للموتى تُنشَر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأساليب دفن "خضراء" رفيقة بالبيئة، بل حتى شواهد قبور تفاعلية.
ومن بين كل هذه الخيارات التقنية لتخليد ذكرى المتوفين المعاصرين، ثمة واحد لا مثيل له من حيث الغرابة والتفرّد. فبفضل التقدم المذهل الذي تحرزه الهندسة الصناعية، يمكننا الآن تطويع قوى جيولوجية هائلة لمنح شكل جديد لهيأتنا ما بعد الموت على هذا الكوكب. إنه أمر لا يتطلب شروطًا خاصة، وهو فكرة جامحة ورائعة: يمكننا تحويل رفاتنا البشري إلى ألماس.. ألماس حقيقي.
إذ تقدم شركات عديدة في أنحاء العالم اليومَ خدماتها للعائلات التي لديها فكرة -وموارد- تخليد ذكرى أحبَّائِها المتوفين، على نحو قد يكون الأكثر بقاء على الإطلاق. الشركة السويسرية "آلغوردانزا" (Algordanza) .. واحدة منها.
إذ يمكن لمهندسي هذه الشركة، باستخدام آلات الصناعات الثقيلة ذات التقنية الفائقة، تحويل الكربون الكامن في الرماد البشري إلى جواهر ألماسية تتشابه -بل تتطابق- فيزيائيا وكيميائيا مع الألماس الطبيعي. وبذلك يمكن اليومَ إجراء عملية جيولوجية تستغرق في العادة مئات ملايين السنين.. في غضون أسابيع.
ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية في أوروبا، وتاج محل في الهند. وما يعدّه بعض المشيِّعين ذا معنى ومغزى، يسمّيه بعضهم الآخر شناعةً وفظاعة. في أوروبا وأميركا خلال القرن التاسع عشر، أنتجت "فوتوغرافيا الموت" صورًا للمتوفين في أوضاع نابضة بالحياة؛ وفي الطقوس البوذية في التيبت، المعروفة باسم الدفن السماوي أو "بيا غتور" (صدقات لأجل الطيور)، تُقَدَّم جثامين المتوفين وجبات للنسور.
تتبلور التصورات بشأن تكريم الموتى وفق جملة من العوامل المحدِّدة، تتمثل في الثقافة والتقاليد والجغرافيا والدين. لكن التصور شيء، والتنفيذ شيء آخر. ففي كل عصر، ظلت التقنية المتاحة هي العامل المحدِّد بشأن خيارات تخليدنا ذكرى موتانا.
لطالما شكلت التقاطعات بين الموت والتقنية مفترق طرق مزدحم، حتى أصبحت في أعوام القرن الحادي والعشرين الأولى هذه مثيرة للاهتمام حقًا. ولأنني أكسب لقمة عيشي من الكتابة عن العلوم والتقنية، فقد ظللت مرابطًا عند تلك التقاطعات أراقب ما أثمرتْ من ابتكارات؛ ومنها مثالًا لا حصرًا: صور رقمية تذكارية للموتى تُنشَر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأساليب دفن "خضراء" رفيقة بالبيئة، بل حتى شواهد قبور تفاعلية.
ومن بين كل هذه الخيارات التقنية لتخليد ذكرى المتوفين المعاصرين، ثمة واحد لا مثيل له من حيث الغرابة والتفرّد. فبفضل التقدم المذهل الذي تحرزه الهندسة الصناعية، يمكننا الآن تطويع قوى جيولوجية هائلة لمنح شكل جديد لهيأتنا ما بعد الموت على هذا الكوكب. إنه أمر لا يتطلب شروطًا خاصة، وهو فكرة جامحة ورائعة: يمكننا تحويل رفاتنا البشري إلى ألماس.. ألماس حقيقي.
إذ تقدم شركات عديدة في أنحاء العالم اليومَ خدماتها للعائلات التي لديها فكرة -وموارد- تخليد ذكرى أحبَّائِها المتوفين، على نحو قد يكون الأكثر بقاء على الإطلاق. الشركة السويسرية "آلغوردانزا" (Algordanza) .. واحدة منها.
إذ يمكن لمهندسي هذه الشركة، باستخدام آلات الصناعات الثقيلة ذات التقنية الفائقة، تحويل الكربون الكامن في الرماد البشري إلى جواهر ألماسية تتشابه -بل تتطابق- فيزيائيا وكيميائيا مع الألماس الطبيعي. وبذلك يمكن اليومَ إجراء عملية جيولوجية تستغرق في العادة مئات ملايين السنين.. في غضون أسابيع.
تخليد الموتى.. حسب الطلب
- غلين ماك دونالد
نُخلِّد ذكرى موتانا بما أُتيح لنا من أدوات حسب كل عصر نعيشه. وفي القرن الحادي والعشرين -الموسوم بالتقنية الفائقة- ثمة خيارات لا تخلو من تفرّد وغرابة.ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية...
نُخلِّد ذكرى موتانا بما أُتيح لنا من أدوات حسب كل عصر نعيشه. وفي القرن الحادي والعشرين -الموسوم بالتقنية الفائقة- ثمة خيارات لا تخلو من تفرّد وغرابة.
ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية في أوروبا، وتاج محل في الهند. وما يعدّه بعض المشيِّعين ذا معنى ومغزى، يسمّيه بعضهم الآخر شناعةً وفظاعة. في أوروبا وأميركا خلال القرن التاسع عشر، أنتجت "فوتوغرافيا الموت" صورًا للمتوفين في أوضاع نابضة بالحياة؛ وفي الطقوس البوذية في التيبت، المعروفة باسم الدفن السماوي أو "بيا غتور" (صدقات لأجل الطيور)، تُقَدَّم جثامين المتوفين وجبات للنسور.
تتبلور التصورات بشأن تكريم الموتى وفق جملة من العوامل المحدِّدة، تتمثل في الثقافة والتقاليد والجغرافيا والدين. لكن التصور شيء، والتنفيذ شيء آخر. ففي كل عصر، ظلت التقنية المتاحة هي العامل المحدِّد بشأن خيارات تخليدنا ذكرى موتانا.
لطالما شكلت التقاطعات بين الموت والتقنية مفترق طرق مزدحم، حتى أصبحت في أعوام القرن الحادي والعشرين الأولى هذه مثيرة للاهتمام حقًا. ولأنني أكسب لقمة عيشي من الكتابة عن العلوم والتقنية، فقد ظللت مرابطًا عند تلك التقاطعات أراقب ما أثمرتْ من ابتكارات؛ ومنها مثالًا لا حصرًا: صور رقمية تذكارية للموتى تُنشَر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأساليب دفن "خضراء" رفيقة بالبيئة، بل حتى شواهد قبور تفاعلية.
ومن بين كل هذه الخيارات التقنية لتخليد ذكرى المتوفين المعاصرين، ثمة واحد لا مثيل له من حيث الغرابة والتفرّد. فبفضل التقدم المذهل الذي تحرزه الهندسة الصناعية، يمكننا الآن تطويع قوى جيولوجية هائلة لمنح شكل جديد لهيأتنا ما بعد الموت على هذا الكوكب. إنه أمر لا يتطلب شروطًا خاصة، وهو فكرة جامحة ورائعة: يمكننا تحويل رفاتنا البشري إلى ألماس.. ألماس حقيقي.
إذ تقدم شركات عديدة في أنحاء العالم اليومَ خدماتها للعائلات التي لديها فكرة -وموارد- تخليد ذكرى أحبَّائِها المتوفين، على نحو قد يكون الأكثر بقاء على الإطلاق. الشركة السويسرية "آلغوردانزا" (Algordanza) .. واحدة منها.
إذ يمكن لمهندسي هذه الشركة، باستخدام آلات الصناعات الثقيلة ذات التقنية الفائقة، تحويل الكربون الكامن في الرماد البشري إلى جواهر ألماسية تتشابه -بل تتطابق- فيزيائيا وكيميائيا مع الألماس الطبيعي. وبذلك يمكن اليومَ إجراء عملية جيولوجية تستغرق في العادة مئات ملايين السنين.. في غضون أسابيع.
ابتكر الناس على مَرّ التاريخ أساليب فنية متقنة لتخليد ذكرى موتاهم، كالأهرامات في مصر، والأضرحة القوطية في أوروبا، وتاج محل في الهند. وما يعدّه بعض المشيِّعين ذا معنى ومغزى، يسمّيه بعضهم الآخر شناعةً وفظاعة. في أوروبا وأميركا خلال القرن التاسع عشر، أنتجت "فوتوغرافيا الموت" صورًا للمتوفين في أوضاع نابضة بالحياة؛ وفي الطقوس البوذية في التيبت، المعروفة باسم الدفن السماوي أو "بيا غتور" (صدقات لأجل الطيور)، تُقَدَّم جثامين المتوفين وجبات للنسور.
تتبلور التصورات بشأن تكريم الموتى وفق جملة من العوامل المحدِّدة، تتمثل في الثقافة والتقاليد والجغرافيا والدين. لكن التصور شيء، والتنفيذ شيء آخر. ففي كل عصر، ظلت التقنية المتاحة هي العامل المحدِّد بشأن خيارات تخليدنا ذكرى موتانا.
لطالما شكلت التقاطعات بين الموت والتقنية مفترق طرق مزدحم، حتى أصبحت في أعوام القرن الحادي والعشرين الأولى هذه مثيرة للاهتمام حقًا. ولأنني أكسب لقمة عيشي من الكتابة عن العلوم والتقنية، فقد ظللت مرابطًا عند تلك التقاطعات أراقب ما أثمرتْ من ابتكارات؛ ومنها مثالًا لا حصرًا: صور رقمية تذكارية للموتى تُنشَر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأساليب دفن "خضراء" رفيقة بالبيئة، بل حتى شواهد قبور تفاعلية.
ومن بين كل هذه الخيارات التقنية لتخليد ذكرى المتوفين المعاصرين، ثمة واحد لا مثيل له من حيث الغرابة والتفرّد. فبفضل التقدم المذهل الذي تحرزه الهندسة الصناعية، يمكننا الآن تطويع قوى جيولوجية هائلة لمنح شكل جديد لهيأتنا ما بعد الموت على هذا الكوكب. إنه أمر لا يتطلب شروطًا خاصة، وهو فكرة جامحة ورائعة: يمكننا تحويل رفاتنا البشري إلى ألماس.. ألماس حقيقي.
إذ تقدم شركات عديدة في أنحاء العالم اليومَ خدماتها للعائلات التي لديها فكرة -وموارد- تخليد ذكرى أحبَّائِها المتوفين، على نحو قد يكون الأكثر بقاء على الإطلاق. الشركة السويسرية "آلغوردانزا" (Algordanza) .. واحدة منها.
إذ يمكن لمهندسي هذه الشركة، باستخدام آلات الصناعات الثقيلة ذات التقنية الفائقة، تحويل الكربون الكامن في الرماد البشري إلى جواهر ألماسية تتشابه -بل تتطابق- فيزيائيا وكيميائيا مع الألماس الطبيعي. وبذلك يمكن اليومَ إجراء عملية جيولوجية تستغرق في العادة مئات ملايين السنين.. في غضون أسابيع.