المخترعون السود.. من منظور أوسع
لا يجب أن يقتصر إرث العلماء والمخترعين الأميركيين من أصل إفريقي على ما ابتكروه، بل ينبغي أن يمتد ليشمل حياتهم التي عاشوها.في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول...
لا يجب أن يقتصر إرث العلماء والمخترعين الأميركيين من أصل إفريقي على ما ابتكروه، بل ينبغي أن يمتد ليشمل حياتهم التي عاشوها.
في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول إفريقية (أو السُّود). فقوائم هذه الشخصيات البارزة وإسهاماتها تشهد بقوة على إبداع السود ونبوغهم. وضمن هذه المجموعة المثيرة للإعجاب، يحتل العلماء والمخترعون من أصول إفريقية مكانةً خاصة.
يحظى هؤلاء باهتمام كبير منّي، بصفتي دارسًا لدور الأميركيين من أصل إفريقي في تاريخ العلوم. لقد كانت هذه الشخصيات استثنائية بمعايير زمنها؛ فنجاح المخترعين السود في مجالات العلوم والتقنية بالولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين -رغم كل العراقيل المهولة بسبب القمع العنصري- جعلت منهم مضرب مثل في النجاح الفكري المستحق.
في أوائل القرن التاسع عشر، عُرِفَ "جيمس فورتن" -من فيلادلفيا- بابتكاره جهازًا يُحسّن طريقة الإبحار، فضلا عن أنه كان يدير مشروعه الخاص والناجح في المجال نفسه. وقد استغل ثروته في دعم الحملات المُطالبة بإلغاء العبودية. أما في الأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين، فقد عمل المهندس "لوني جونسون" في سلاح الجو ضمن برنامج تطوير "الطائرة الشبـح" (المعروفة أيضا باسم "المقاتلة بي-2")، بالإضافة إلى عمله لدى وكالة "ناسا" في إطلاق بعثات فضائية إلى زحل والمشتري؛ وقد حصل على العشرات من براءات الاختراع، منها اختراع مسدس مائي للأطفال اسمه "سوبر سوكر". وخلال العقود التي مرت بين زمن هذين المخترعين، أسهمت الاكتشافات العلمية للسود في تبوؤ الأمة الأميركية المكانة التي تحظى بها اليوم.
وقد عاش هؤلاء الرواد حياة معقدة في زمن كان يعج بالعراقيل. وفي سعينا الحثيث إلى تكريمهم، كثيرًا ما مجّدنا اختراعاتهم وأهملنا جوانبهم الإنسانية. تَخيّلوا كم سنستفيد لو أننا عرفناهم لذواتهم، وليس كونهم مجرد حصيلة لاختراعاتهم ومنجزاتهم. وقد تَجذَّر هذا التركيز على منجزاتهم -بحسن نية خالصة- ضمن جهود مبكرة للاحتفاء بإنجازاتهم، قبل نحو قرن من الزمان.
شهدت العقود المبكرة من القرن العشرين نهاية الحرب العالمية الأولى؛ وتلاها جشع العشرينيات ببذخها وصخبها؛ وعادت الأعمال الانتقامية المنفلتة من القانون ضد الأميركيين السود. هنالك أثار فيلم المخرج "دي. دبليو. غريفيث" عام 1915 -بعنوان "ميلاد أمة"- مخاوف عنصرية في الولايات المتحدة، حتى أثناء عرضه مرتين في البيت الأبيض إبّان فترة حكم الرئيس "وودرو ويلسون". فقد أجج الفيلم نيران التفرقة العنصرية وغذّى فكرة التفوق العرقي للبيض في جميع أنحاء البلد؛ وقامت جماعة "كو كلوكس كلان" في إثر ذلك بترويع مجتمعات السود، فعُوملوا بوحشية وصلت إلى حد الحرق والقتل.
وفي مـواجـهة القهـر والوحشـية، احتـاج هـؤلاء السـود إلى شخصيات ملهمة يُقتدى بها، وأمثلة حية على الإنجاز يحذون حذوها. وأراد القادة السود كذلك أن يبرزوا للبِيض شخصيات ملهمة منهم، في محاولة للتصدي للقوالب النمطية السيئة التي أشاعها غريفيث وأمثاله. وقد اضطلع بهذه المهمة المؤرخ "كارتر جي. وودسون"، الذي استحدث في عام 1926 "أسبوع تاريخ الزنوج"؛ ما مهد السبيل لاستحداث "شهر تاريخ السود" الذي نشهده اليوم.
فمن خلال استذكار الدور الإيجابي للسود في صناعة تاريخ الولايـات المتحـدة، ارتأى وودسـون أن بالإمكــان مجابـهة التصورات الدونية والعنصرية تجاههم؛ وأن هذه المبادرة ستحملهم على الاعتقاد بأن بمقدورهم أيضًا أن يكونوا عناصر منتجة ذات قيمة في مجتمع لم يفسح المجال لنجاحهم.
في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول إفريقية (أو السُّود). فقوائم هذه الشخصيات البارزة وإسهاماتها تشهد بقوة على إبداع السود ونبوغهم. وضمن هذه المجموعة المثيرة للإعجاب، يحتل العلماء والمخترعون من أصول إفريقية مكانةً خاصة.
يحظى هؤلاء باهتمام كبير منّي، بصفتي دارسًا لدور الأميركيين من أصل إفريقي في تاريخ العلوم. لقد كانت هذه الشخصيات استثنائية بمعايير زمنها؛ فنجاح المخترعين السود في مجالات العلوم والتقنية بالولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين -رغم كل العراقيل المهولة بسبب القمع العنصري- جعلت منهم مضرب مثل في النجاح الفكري المستحق.
في أوائل القرن التاسع عشر، عُرِفَ "جيمس فورتن" -من فيلادلفيا- بابتكاره جهازًا يُحسّن طريقة الإبحار، فضلا عن أنه كان يدير مشروعه الخاص والناجح في المجال نفسه. وقد استغل ثروته في دعم الحملات المُطالبة بإلغاء العبودية. أما في الأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين، فقد عمل المهندس "لوني جونسون" في سلاح الجو ضمن برنامج تطوير "الطائرة الشبـح" (المعروفة أيضا باسم "المقاتلة بي-2")، بالإضافة إلى عمله لدى وكالة "ناسا" في إطلاق بعثات فضائية إلى زحل والمشتري؛ وقد حصل على العشرات من براءات الاختراع، منها اختراع مسدس مائي للأطفال اسمه "سوبر سوكر". وخلال العقود التي مرت بين زمن هذين المخترعين، أسهمت الاكتشافات العلمية للسود في تبوؤ الأمة الأميركية المكانة التي تحظى بها اليوم.
وقد عاش هؤلاء الرواد حياة معقدة في زمن كان يعج بالعراقيل. وفي سعينا الحثيث إلى تكريمهم، كثيرًا ما مجّدنا اختراعاتهم وأهملنا جوانبهم الإنسانية. تَخيّلوا كم سنستفيد لو أننا عرفناهم لذواتهم، وليس كونهم مجرد حصيلة لاختراعاتهم ومنجزاتهم. وقد تَجذَّر هذا التركيز على منجزاتهم -بحسن نية خالصة- ضمن جهود مبكرة للاحتفاء بإنجازاتهم، قبل نحو قرن من الزمان.
شهدت العقود المبكرة من القرن العشرين نهاية الحرب العالمية الأولى؛ وتلاها جشع العشرينيات ببذخها وصخبها؛ وعادت الأعمال الانتقامية المنفلتة من القانون ضد الأميركيين السود. هنالك أثار فيلم المخرج "دي. دبليو. غريفيث" عام 1915 -بعنوان "ميلاد أمة"- مخاوف عنصرية في الولايات المتحدة، حتى أثناء عرضه مرتين في البيت الأبيض إبّان فترة حكم الرئيس "وودرو ويلسون". فقد أجج الفيلم نيران التفرقة العنصرية وغذّى فكرة التفوق العرقي للبيض في جميع أنحاء البلد؛ وقامت جماعة "كو كلوكس كلان" في إثر ذلك بترويع مجتمعات السود، فعُوملوا بوحشية وصلت إلى حد الحرق والقتل.
وفي مـواجـهة القهـر والوحشـية، احتـاج هـؤلاء السـود إلى شخصيات ملهمة يُقتدى بها، وأمثلة حية على الإنجاز يحذون حذوها. وأراد القادة السود كذلك أن يبرزوا للبِيض شخصيات ملهمة منهم، في محاولة للتصدي للقوالب النمطية السيئة التي أشاعها غريفيث وأمثاله. وقد اضطلع بهذه المهمة المؤرخ "كارتر جي. وودسون"، الذي استحدث في عام 1926 "أسبوع تاريخ الزنوج"؛ ما مهد السبيل لاستحداث "شهر تاريخ السود" الذي نشهده اليوم.
فمن خلال استذكار الدور الإيجابي للسود في صناعة تاريخ الولايـات المتحـدة، ارتأى وودسـون أن بالإمكــان مجابـهة التصورات الدونية والعنصرية تجاههم؛ وأن هذه المبادرة ستحملهم على الاعتقاد بأن بمقدورهم أيضًا أن يكونوا عناصر منتجة ذات قيمة في مجتمع لم يفسح المجال لنجاحهم.
المخترعون السود.. من منظور أوسع
- إيزيل سانفورد الثالث
لا يجب أن يقتصر إرث العلماء والمخترعين الأميركيين من أصل إفريقي على ما ابتكروه، بل ينبغي أن يمتد ليشمل حياتهم التي عاشوها.في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول...
لا يجب أن يقتصر إرث العلماء والمخترعين الأميركيين من أصل إفريقي على ما ابتكروه، بل ينبغي أن يمتد ليشمل حياتهم التي عاشوها.
في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول إفريقية (أو السُّود). فقوائم هذه الشخصيات البارزة وإسهاماتها تشهد بقوة على إبداع السود ونبوغهم. وضمن هذه المجموعة المثيرة للإعجاب، يحتل العلماء والمخترعون من أصول إفريقية مكانةً خاصة.
يحظى هؤلاء باهتمام كبير منّي، بصفتي دارسًا لدور الأميركيين من أصل إفريقي في تاريخ العلوم. لقد كانت هذه الشخصيات استثنائية بمعايير زمنها؛ فنجاح المخترعين السود في مجالات العلوم والتقنية بالولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين -رغم كل العراقيل المهولة بسبب القمع العنصري- جعلت منهم مضرب مثل في النجاح الفكري المستحق.
في أوائل القرن التاسع عشر، عُرِفَ "جيمس فورتن" -من فيلادلفيا- بابتكاره جهازًا يُحسّن طريقة الإبحار، فضلا عن أنه كان يدير مشروعه الخاص والناجح في المجال نفسه. وقد استغل ثروته في دعم الحملات المُطالبة بإلغاء العبودية. أما في الأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين، فقد عمل المهندس "لوني جونسون" في سلاح الجو ضمن برنامج تطوير "الطائرة الشبـح" (المعروفة أيضا باسم "المقاتلة بي-2")، بالإضافة إلى عمله لدى وكالة "ناسا" في إطلاق بعثات فضائية إلى زحل والمشتري؛ وقد حصل على العشرات من براءات الاختراع، منها اختراع مسدس مائي للأطفال اسمه "سوبر سوكر". وخلال العقود التي مرت بين زمن هذين المخترعين، أسهمت الاكتشافات العلمية للسود في تبوؤ الأمة الأميركية المكانة التي تحظى بها اليوم.
وقد عاش هؤلاء الرواد حياة معقدة في زمن كان يعج بالعراقيل. وفي سعينا الحثيث إلى تكريمهم، كثيرًا ما مجّدنا اختراعاتهم وأهملنا جوانبهم الإنسانية. تَخيّلوا كم سنستفيد لو أننا عرفناهم لذواتهم، وليس كونهم مجرد حصيلة لاختراعاتهم ومنجزاتهم. وقد تَجذَّر هذا التركيز على منجزاتهم -بحسن نية خالصة- ضمن جهود مبكرة للاحتفاء بإنجازاتهم، قبل نحو قرن من الزمان.
شهدت العقود المبكرة من القرن العشرين نهاية الحرب العالمية الأولى؛ وتلاها جشع العشرينيات ببذخها وصخبها؛ وعادت الأعمال الانتقامية المنفلتة من القانون ضد الأميركيين السود. هنالك أثار فيلم المخرج "دي. دبليو. غريفيث" عام 1915 -بعنوان "ميلاد أمة"- مخاوف عنصرية في الولايات المتحدة، حتى أثناء عرضه مرتين في البيت الأبيض إبّان فترة حكم الرئيس "وودرو ويلسون". فقد أجج الفيلم نيران التفرقة العنصرية وغذّى فكرة التفوق العرقي للبيض في جميع أنحاء البلد؛ وقامت جماعة "كو كلوكس كلان" في إثر ذلك بترويع مجتمعات السود، فعُوملوا بوحشية وصلت إلى حد الحرق والقتل.
وفي مـواجـهة القهـر والوحشـية، احتـاج هـؤلاء السـود إلى شخصيات ملهمة يُقتدى بها، وأمثلة حية على الإنجاز يحذون حذوها. وأراد القادة السود كذلك أن يبرزوا للبِيض شخصيات ملهمة منهم، في محاولة للتصدي للقوالب النمطية السيئة التي أشاعها غريفيث وأمثاله. وقد اضطلع بهذه المهمة المؤرخ "كارتر جي. وودسون"، الذي استحدث في عام 1926 "أسبوع تاريخ الزنوج"؛ ما مهد السبيل لاستحداث "شهر تاريخ السود" الذي نشهده اليوم.
فمن خلال استذكار الدور الإيجابي للسود في صناعة تاريخ الولايـات المتحـدة، ارتأى وودسـون أن بالإمكــان مجابـهة التصورات الدونية والعنصرية تجاههم؛ وأن هذه المبادرة ستحملهم على الاعتقاد بأن بمقدورهم أيضًا أن يكونوا عناصر منتجة ذات قيمة في مجتمع لم يفسح المجال لنجاحهم.
في شهر فبراير من كل عام بالولايات المتحدة، وتخليدًا لذكرى "شهر تاريخ السود"، يستذكر الأميركيون قصص أبرز مواطنيهم المتحدرين من أصول إفريقية (أو السُّود). فقوائم هذه الشخصيات البارزة وإسهاماتها تشهد بقوة على إبداع السود ونبوغهم. وضمن هذه المجموعة المثيرة للإعجاب، يحتل العلماء والمخترعون من أصول إفريقية مكانةً خاصة.
يحظى هؤلاء باهتمام كبير منّي، بصفتي دارسًا لدور الأميركيين من أصل إفريقي في تاريخ العلوم. لقد كانت هذه الشخصيات استثنائية بمعايير زمنها؛ فنجاح المخترعين السود في مجالات العلوم والتقنية بالولايات المتحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين -رغم كل العراقيل المهولة بسبب القمع العنصري- جعلت منهم مضرب مثل في النجاح الفكري المستحق.
في أوائل القرن التاسع عشر، عُرِفَ "جيمس فورتن" -من فيلادلفيا- بابتكاره جهازًا يُحسّن طريقة الإبحار، فضلا عن أنه كان يدير مشروعه الخاص والناجح في المجال نفسه. وقد استغل ثروته في دعم الحملات المُطالبة بإلغاء العبودية. أما في الأعوام الأولى من القرن الحادي والعشرين، فقد عمل المهندس "لوني جونسون" في سلاح الجو ضمن برنامج تطوير "الطائرة الشبـح" (المعروفة أيضا باسم "المقاتلة بي-2")، بالإضافة إلى عمله لدى وكالة "ناسا" في إطلاق بعثات فضائية إلى زحل والمشتري؛ وقد حصل على العشرات من براءات الاختراع، منها اختراع مسدس مائي للأطفال اسمه "سوبر سوكر". وخلال العقود التي مرت بين زمن هذين المخترعين، أسهمت الاكتشافات العلمية للسود في تبوؤ الأمة الأميركية المكانة التي تحظى بها اليوم.
وقد عاش هؤلاء الرواد حياة معقدة في زمن كان يعج بالعراقيل. وفي سعينا الحثيث إلى تكريمهم، كثيرًا ما مجّدنا اختراعاتهم وأهملنا جوانبهم الإنسانية. تَخيّلوا كم سنستفيد لو أننا عرفناهم لذواتهم، وليس كونهم مجرد حصيلة لاختراعاتهم ومنجزاتهم. وقد تَجذَّر هذا التركيز على منجزاتهم -بحسن نية خالصة- ضمن جهود مبكرة للاحتفاء بإنجازاتهم، قبل نحو قرن من الزمان.
شهدت العقود المبكرة من القرن العشرين نهاية الحرب العالمية الأولى؛ وتلاها جشع العشرينيات ببذخها وصخبها؛ وعادت الأعمال الانتقامية المنفلتة من القانون ضد الأميركيين السود. هنالك أثار فيلم المخرج "دي. دبليو. غريفيث" عام 1915 -بعنوان "ميلاد أمة"- مخاوف عنصرية في الولايات المتحدة، حتى أثناء عرضه مرتين في البيت الأبيض إبّان فترة حكم الرئيس "وودرو ويلسون". فقد أجج الفيلم نيران التفرقة العنصرية وغذّى فكرة التفوق العرقي للبيض في جميع أنحاء البلد؛ وقامت جماعة "كو كلوكس كلان" في إثر ذلك بترويع مجتمعات السود، فعُوملوا بوحشية وصلت إلى حد الحرق والقتل.
وفي مـواجـهة القهـر والوحشـية، احتـاج هـؤلاء السـود إلى شخصيات ملهمة يُقتدى بها، وأمثلة حية على الإنجاز يحذون حذوها. وأراد القادة السود كذلك أن يبرزوا للبِيض شخصيات ملهمة منهم، في محاولة للتصدي للقوالب النمطية السيئة التي أشاعها غريفيث وأمثاله. وقد اضطلع بهذه المهمة المؤرخ "كارتر جي. وودسون"، الذي استحدث في عام 1926 "أسبوع تاريخ الزنوج"؛ ما مهد السبيل لاستحداث "شهر تاريخ السود" الذي نشهده اليوم.
فمن خلال استذكار الدور الإيجابي للسود في صناعة تاريخ الولايـات المتحـدة، ارتأى وودسـون أن بالإمكــان مجابـهة التصورات الدونية والعنصرية تجاههم؛ وأن هذه المبادرة ستحملهم على الاعتقاد بأن بمقدورهم أيضًا أن يكونوا عناصر منتجة ذات قيمة في مجتمع لم يفسح المجال لنجاحهم.