فنون الآغار

تطور استخدام الآغار (Agar) من أحد مكونات الطبخ إلى مستنبت مخبري لزراعة البكتيريا. أما في الوقت الحالي، فقد صار قماشة للأعمال الفنية المشكَّلة من الكائنات الحية الدقيقة.
في ثمانيـنيـات القـرن التاسـع عشـر، ارتـأت "أنجيلينا هيس"، وقد كانت مساعدةً لدى مختبر وطاهية، أن بالإمكان استخدام أحد العناصر التي تدخل في صنع حلويات الهلام و"البودنغ" في زراعة البكتيريا. فقد تمكنت هيس من استثمار الآغار لذلك الغرض، فأحدثت ثورة في علم...
في ثمانيـنيـات القـرن التاسـع عشـر، ارتـأت "أنجيلينا هيس"، وقد كانت مساعدةً لدى مختبر وطاهية، أن بالإمكان استخدام أحد العناصر التي تدخل في صنع حلويات الهلام و"البودنغ" في زراعة البكتيريا. فقد تمكنت هيس من استثمار الآغار لذلك الغرض، فأحدثت ثورة في علم الأحياء المجهرية.. ومهدت الطريقَ لشكل فني جديد.
ففي المختبر، يُخلَط الآغار (وهو مادة هلامية مستخلَصة من الأعشاب البحرية) مع عناصر غذائية أخرى، ثم يسخَّن الخليط من أجل تعقيمه قبل أن يُصَب في أطباق ضحلة. عندما يبرد، يتكثف ليتحول إلى سطح أملس شبه صلب تنمو عليه البكتيريا.
بعد مرور أكثر من قرن على إنجاز هيس، لا يزال الآغار في صلب الزراعة البكتيرية. ولقد أصبح أيضًا قماشة رسم غير تقليدية لعرض الكائنات المجهرية بكل توهجها البادي للعيان.
تُنشئ بعض الجراثيم اللونَ بشكل طبيعي. فمثلًا، تتخذ أنواع مختلفة من بكتيريا المتسلسلة -التي تنتج العديد من مضاداتنا الحيوية- شكلَ أصباغ تتباين درجاتها من الأحمر والأزرق إلى الأسود. واللون الطبيعي للإشريكية القولونية هو البيج، لكن المورّثات التي تدخل على الجسم يمكن أن تجعلها أو تجعل الجراثيم الأخرى تشع بدرجات فاتحة من اللون الزهري والأخضر والأزرق. لا تظهر الجراثيم عندما توضع في الآغار للوهلة الأولى، لكنها تتكاثر مع مرور الوقت لتكشف عن الأنماط والألوان.
وقد دأبت "الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة" منذ عام 2015 على تنظيم "مسابقة الآغار الفنية" كل عام لإلقاء الضوء على هذا التقاطع بين العلم والفن؛ إذ تقول "كاثرين لونتوك"، من الجمعية المذكورة آنفًا، إن المتسابقين يصبحون في كل عام "أكثر ارتباطًا به، إذ يدمجون مكونات مثل الآغار ثلاثي الأبعاد ويستخدمون الأبواغ وأنواعا شتى من الكائنات الحية".
تحيط بنا الجراثيم طوال الوقت، لكن جلها لا يُرى بالعين المجردة. لكن فن الآغار يكشف عن هذا العالم غير المرئي. تقول لونتوك إن المسابقة "أداة ممتازة للتواصل مع الجمهور"؛ إذ تُبرز "جمال الجراثيم وتنوعها" اللذين لا يحظيان سوى باهتمام قليل في كثير من الأحيان.

فنون الآغار

تطور استخدام الآغار (Agar) من أحد مكونات الطبخ إلى مستنبت مخبري لزراعة البكتيريا. أما في الوقت الحالي، فقد صار قماشة للأعمال الفنية المشكَّلة من الكائنات الحية الدقيقة.
في ثمانيـنيـات القـرن التاسـع عشـر، ارتـأت "أنجيلينا هيس"، وقد كانت مساعدةً لدى مختبر وطاهية، أن بالإمكان استخدام أحد العناصر التي تدخل في صنع حلويات الهلام و"البودنغ" في زراعة البكتيريا. فقد تمكنت هيس من استثمار الآغار لذلك الغرض، فأحدثت ثورة في علم...
في ثمانيـنيـات القـرن التاسـع عشـر، ارتـأت "أنجيلينا هيس"، وقد كانت مساعدةً لدى مختبر وطاهية، أن بالإمكان استخدام أحد العناصر التي تدخل في صنع حلويات الهلام و"البودنغ" في زراعة البكتيريا. فقد تمكنت هيس من استثمار الآغار لذلك الغرض، فأحدثت ثورة في علم الأحياء المجهرية.. ومهدت الطريقَ لشكل فني جديد.
ففي المختبر، يُخلَط الآغار (وهو مادة هلامية مستخلَصة من الأعشاب البحرية) مع عناصر غذائية أخرى، ثم يسخَّن الخليط من أجل تعقيمه قبل أن يُصَب في أطباق ضحلة. عندما يبرد، يتكثف ليتحول إلى سطح أملس شبه صلب تنمو عليه البكتيريا.
بعد مرور أكثر من قرن على إنجاز هيس، لا يزال الآغار في صلب الزراعة البكتيرية. ولقد أصبح أيضًا قماشة رسم غير تقليدية لعرض الكائنات المجهرية بكل توهجها البادي للعيان.
تُنشئ بعض الجراثيم اللونَ بشكل طبيعي. فمثلًا، تتخذ أنواع مختلفة من بكتيريا المتسلسلة -التي تنتج العديد من مضاداتنا الحيوية- شكلَ أصباغ تتباين درجاتها من الأحمر والأزرق إلى الأسود. واللون الطبيعي للإشريكية القولونية هو البيج، لكن المورّثات التي تدخل على الجسم يمكن أن تجعلها أو تجعل الجراثيم الأخرى تشع بدرجات فاتحة من اللون الزهري والأخضر والأزرق. لا تظهر الجراثيم عندما توضع في الآغار للوهلة الأولى، لكنها تتكاثر مع مرور الوقت لتكشف عن الأنماط والألوان.
وقد دأبت "الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة" منذ عام 2015 على تنظيم "مسابقة الآغار الفنية" كل عام لإلقاء الضوء على هذا التقاطع بين العلم والفن؛ إذ تقول "كاثرين لونتوك"، من الجمعية المذكورة آنفًا، إن المتسابقين يصبحون في كل عام "أكثر ارتباطًا به، إذ يدمجون مكونات مثل الآغار ثلاثي الأبعاد ويستخدمون الأبواغ وأنواعا شتى من الكائنات الحية".
تحيط بنا الجراثيم طوال الوقت، لكن جلها لا يُرى بالعين المجردة. لكن فن الآغار يكشف عن هذا العالم غير المرئي. تقول لونتوك إن المسابقة "أداة ممتازة للتواصل مع الجمهور"؛ إذ تُبرز "جمال الجراثيم وتنوعها" اللذين لا يحظيان سوى باهتمام قليل في كثير من الأحيان.